تفاوتت آراء مختصين ومثقفين حول أثـر الانفتاح الفضائي على الهوية الوطنية، وتأثير تعددية الأفكار والأطروحات العاطفية وغير المنهجية على الانتماء الوطني. واعتبر عدد منهم السؤال مأزقا حقيقيا ويحتاج إلى دراسة أعمق دون الإجابة بنعم أو لا .. وأشار بعضهم إلى أن الانفتاح أسهم في بث الكثير من الضلال عبر مواقع التواصل الاجتماعي وفي المقابل رأى بعض المتحدثين لـ (عكاظ) أن الانفتاح لم يؤثر سلبا في قيمة الانتماء بل على النقيض جاء أثره إيجابا على الانتماء الوطني بعد أن شاهد المتابع القلاقل والفتن والصراعات فأصبح أكثر يقينا وانتماء. فالانفتاح الفضائي مثلا لا يمكن أن يضعف الانتماء للوطن طالما كانت بذرته مغروسة في وجدان الناس، بل أسهم في توسيع مساحة التفكير والمقارنة والمقاربة وتنمية التحليل وتفعيل دور الأذهان لفهم أكثر نضجا وهو ما يعزز حقيقة الانتماء وإن تسبب أحيانا في تشتيت أفكار متابعيه.
المواقع والضلال الفكري
المستشار الإعلامي حامد عباس قال: ان الانتماء الوطني كان فطريا لكن الفضاء وقنواته جاءت بإسهام كثير من الضلال من كل نوع وجنس مع شبكات التواصل الاجتماعي لتسهم في تمزيق فكرة الانتماء والتأثير على الأجيال، ويجب التصدي للمتطرفين والفئات الضالة.
مفاهيم خاطئة وبديلة
الكاتب والقاص تركي العسيري يضيف أنه برغم بعض سلبيات الانفتاح الفضائي إلا أنني أعتقد أنه لايشكل هاجسا يؤدي إلى إضعاف الانتماء الوطني كون ما يدمر هذا الانتماء مكون آخر يتعلق بمفهوم الوطن عند بعض الجماعات المتطرفة التي تلجأ إلى أدوات التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية لتمرير مفاهيمها البديلة للوطن ونجحت للأسف في جر بعض الشباب إلى هذا المنعطف الخطر الذي يخرج من خلاله على الوطن الذي احتضنه، لأن مفهوم الانتماء عندهم مختلف.
وأضاف العسيري : بأن الوطنية مفهوم ملتبس لدى بعض الشباب ويجب الحرص على ترسيخ معنى الاتنماء من خلال الممارسة الفعلية وعن طريق الأسرة والمدرسة والمجتمع كالانتماء إلى الأرض التي يعيش فوق ثراها والتغني بمآثرها وأمجادها وأن قيمته الحقيقية من قيمة هذا الوطن إنسانا وأرضا.
سؤال مخفف
يذهب الخبير الاستراتيجي عمرو العامري إلى أن السؤال مفخخ وليس بهذه البساطة تفكيك شِراكه، ولا تكفي الإجابة عليه بنعم أو لا، لأن السؤال الذي سيتبعهما حتما سيكون لماذا ؟..
وأضاف العامري : لنبدأ بنصف الكأس الفارغ ونقول نعم فقد أسهم الانفتاح الفضائي في تسريـع وتكريس الوعي المجتمعي مشيرا إلى أن الكثيرين عرفوا أنه كما عليهم واجبات فلهم حقوق أيضا ويؤكد أن مثل هذه الأسئلة أضعفت أو لنقول أعادت محاولة تعريف ماهية الوطن وما هو الانتماء الوطني، وهل يكفي أن نولد هنا فقط لنحمل هذا الانتماء، ولعل هذا الانفتاح كان سببا رئيسا في خروج بعض شبابنا إلى محارق القتال كما أحب تسميتها بحثا عن ايديولوجية، مؤملا أن تزيد المقدرات التي يقدمها الوطن لتغدو اللحمة أعمق، لافتا إلى أنه في المقابل كرس الانفتاح الفضائي الانتماء الوطني لدى البعض بصورة أكبر بعد أن شاهد القلاقل والفتن والصراعات و المذابح وأصبح أكثر يقينا وانتماء لهذا الوطن وهم الأكثرية على ما أعتقد.
الدبلوماسية والانتماء
الكاتب مانع اليامي يرى أنه أمام هذا السؤال الضخم كيف يمكن للجواب أن يكون مقنعا نافعا، وأضاف: إن المراوغة لا تجدي نفعا في مواجهة سؤال حار من هذه الفصيلة المشردة التي تشكل ناقلة أسئلة يمنع الاقتراب منها لدواعي السلامة. مشيرا إلى أن اليوم كل شيء يمكن التعامل معه بالدبلوماسية إلا الانتماء، ولعل الأقرب إلى الوضوح قول الوطنية ــ القاعدة الثابتة التي لا تقبل القسمة على أكثر من واحد ــ غير أن المستجدات على الساحة الثقافية أو الفكرية إذا ما أردنا ملامسة محور الارتكاز قد تلعب لعبتها وتشتت وتعبث وتلوي الأذرع ما استطاعت والعكس محتمل، وأضاف: لذا من الصعب الإجابة على السؤال بشكل يقبل نتيجة الصح والخطأ وتحديد شوكة الميزان، فالإعلام المنفتح ملعب مفتوح لأكثر من فريق بلا صافرة مقابل ذلك كل الأهداف رغم افتراض مجهوليتها أو إلغائها لتسللها مؤثرة وهذا ما لا تحسب له الغالبية أي حساب ليكون من المسلم به مقابل كل هذا أن تلعب المؤسسات الرسمية دورها لإحباط هذا السؤال الحر الذي يصعب التعامل معه بالمداراة. ويرى اليامي أن كسر قاعدة السؤال تكمن في إثبات العكس وإثبات العكس يحتاج شجاعة تلوي عنق التخمينات بالأدلة القاطعة كون الواقع يقول إن الإعلام المفتوح جبهة مضادة تحتاج إلى جبهة داخلية.
الانفتاح والحواجز
الإعلامي ناصر الدعجاني يرى أن الانفتاح الفضائي كسر الدائرة الضيقة التي كان الفرد يتلقى منها المعلومة معارفه الإدراكية، كما أن الانفتاح الفضائي وبالتحديد المرئي أزال الحواجز الكبيرة بين الشعوب وصهـر ثقافاتهم المختلفة في بوتقة واحدة وبالتالي تعددت مصادر التأثر والتأثير لدى المتلقي إلى الدرجة التي تكاد أن تكون ذابت فيها الهوية الوطنية أو تقلصت بفعل غزارة الطرح المعرفي والوجداني القادم من خلف الحدود، وأضاف: إذا كنا نعتمد في تعميق هويتنا الوطنية على منظومة الطرح المعرفي والثقافي الممنهج والصادر من وسائلنا المحلية فإننا نستطيع القول بأن التأثير حصل وأن الانتماء الوطني قد مسه الضر. مشيرا إلى أنه لو ألقينا نظرة على الهيكل اليومي للمتلقي لوجدته مرتبطا وجدانيا بخارج وطنه فهو يتابع المسلسل التركي والتمثيلية اللبنانية والفيلم المصري والبرامج الأخرى وتظل ماثلة هويات تلك المصادر في ذهنه على الدوام على حساب هويته بمفهومها العميق.
الكاتب الدكتور عبدالله الكعيد أشار إلى أنه في حالة معظم الشعوب لا يمكن طرح مثل هذا السؤال لأن انتماء أفرادها لأوطانهم لا يزعزعه حدث أو صدمة متغيرات مفاجئة مهما كانت قوة درجة زلزلتها ، ويلفت الكعيد إلى أنه يوجد من بني جلدتنا وبكل أسف من تبدلت قناعاتهم بفعل فاعل وتجاوز تبعا لذلك انتماؤهم خط حدود الوطن ليكون السؤال الذي يفترض تحويله إلى دراسة يقوم بها علماء الاجتماع لخطورة الموضوع.. من جهته يرى مدير إذاعة جدة سلامة الزيد أن الانفتاح الفضائي حسب تصوري لا يمكن أن يضعف الانتماء للوطن طالما كانت بذرته مغروسة في وجدان الناس، إنما لا شك أنه أسهم في توسيع مساحة التفكير والمقارنة والمقاربة وتنمية التحليل وتفعيل دور الأذهان لفهم أكثر نضجا وذلك ما يعزز حقيقة الانتماء وإن تسبب أحيانا في تشتيت أفكار متابعيه.
الجاسر: إعلامنا
واجهة حضارية مؤثرة
أكد نائب وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبدالله الجاسر أن الإعلام في المملكة حقق نقلة كبيرة، مواكبا التقنية الحديثة برسائل ذات محتوى متجدد، تلامس قضايا المجتمع، موضحا لـ«عكاظ» أن الإعلام السعودي بكل قنواته مسموعا، ومرئيا، ومقروءا، وإعلام التواصل الاجتماعي من مواقع، وصحف إلكترونية يجب أن يكون صوتا للحق وقولا للحقيقة والبعد عن المهاترات الإعلامية، ويقدر شرف الكلمة ويصونها، ويسعى إلى ترسيخ الإيمان بالله - عز وجل - في نفوس الناس، مرتقيا إلى فكر حضاري، ووجداني، ومسؤولية اجتماعية، تراعي المبادئ والقيم التي نادت بها السياسة الإعلامية في السعودية في أكثر من مادة، لافتا إلى أن الإعلام السعودي، ومنذ سنوات دخل مراحل التحديث والبث الفضائي لواقع ما يسمى (بمجتمع الإعلام) بكل تقنياته العالمية، وقدراته على تبادل المعلومات، وبثها ونشرها صوتا وصورة، محافظا على خصوصيات المجتمع في خضم منافسات إعلامية فضائية كبيرة، وسماء عربية مفتوحة، تغيب فيها معايير البث الفضائي وتشريعاته، مشيدا بإدراك القائمين على الإعلام السعودي مسموعا، ومرئيا، ومقروءا، من مخططين وتنفيذيين، للالتحاق المبكر بالمعطيات، والمفاهيم الحديثة لمجتمع الإعلام الكوني، وأضاف أن الإعلام السعودي ارتبط بشبكات من الأقمار الصناعية العربية والعالمية في ظل ما يحظى به من رعاية مستمرة من خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي ولي العهد لكي يصبح الإعلام واجهتنا الحضارية.
وزير الإعلام الكويتي:
توحيد الخطاب العربي .. صعب
وزير الإعلام الكويتي سلمان صباح سالم الحمود الصباح دعا إلى تفصيل ميثاق إعلام عربي عصري يضع خريطة طريق تحكم أدبيات الإعلام الحر والهادف والصادق، مؤكدا على أهمية توجه الإعلام الخليجى إلى كشف خطر الإرهاب الذي يهدد أمن المنطقة، والتركيز على نشر مبادئ الفكر الإنساني المتسامح والعقلاني، مشيرا إلى أن أبرز التحديات التي تواجه صناعة الإعلام العربي يتمثل في مدى قدرته على مواكبة نظيره العالمي العصري والحر والمنفتح واللاهث وراء الحدث سواء كان سياسيا أو عسكريا أو اقتصاديا أو رياضيا أو فكريا أو فنيا، ملمحا إلى أنه من الصعوبة توحيد خطاب إعلامي عربي نظرا للظروف المعقدة التي تمر بها المنطقة العربية في ظل بعض التحالفات الإقليمية ومراعاة كل دولة لمصالحها التي ربما تتعارض مع مصالح دول عربية أخرى، ويرى الصباح أن معايشة الإنسان العربي لعصر الفضاء المفتوح وثورة المعلومات جعلته على وصل واتصال بالحدث الإنساني العالمي وبالتالي فإنه ما عاد يرضى بمستوى أدنى من ذلك وهذا بدوره وضع تحديا حقيقيا أمام صناعة الإعلام العربي عامة والخليجي الكويتي خاصة ما يوجب خلق حالة من التنمية الثقافية والإعلامية تستند إلى ضخ مزيد من الدعم المالي والإداري للمؤسسة الثقافية والإعلامية لرعاية وتشجيع أي أنشطة أو مؤتمرات تتصل بالفكر والثقافة والفنون، إضافة إلى مزيد من الرعاية والتشجيع للأنشطة الشبابية بوصفها الرهان الأهم.
المواقع والضلال الفكري
المستشار الإعلامي حامد عباس قال: ان الانتماء الوطني كان فطريا لكن الفضاء وقنواته جاءت بإسهام كثير من الضلال من كل نوع وجنس مع شبكات التواصل الاجتماعي لتسهم في تمزيق فكرة الانتماء والتأثير على الأجيال، ويجب التصدي للمتطرفين والفئات الضالة.
مفاهيم خاطئة وبديلة
الكاتب والقاص تركي العسيري يضيف أنه برغم بعض سلبيات الانفتاح الفضائي إلا أنني أعتقد أنه لايشكل هاجسا يؤدي إلى إضعاف الانتماء الوطني كون ما يدمر هذا الانتماء مكون آخر يتعلق بمفهوم الوطن عند بعض الجماعات المتطرفة التي تلجأ إلى أدوات التواصل الاجتماعي والقنوات الفضائية لتمرير مفاهيمها البديلة للوطن ونجحت للأسف في جر بعض الشباب إلى هذا المنعطف الخطر الذي يخرج من خلاله على الوطن الذي احتضنه، لأن مفهوم الانتماء عندهم مختلف.
وأضاف العسيري : بأن الوطنية مفهوم ملتبس لدى بعض الشباب ويجب الحرص على ترسيخ معنى الاتنماء من خلال الممارسة الفعلية وعن طريق الأسرة والمدرسة والمجتمع كالانتماء إلى الأرض التي يعيش فوق ثراها والتغني بمآثرها وأمجادها وأن قيمته الحقيقية من قيمة هذا الوطن إنسانا وأرضا.
سؤال مخفف
يذهب الخبير الاستراتيجي عمرو العامري إلى أن السؤال مفخخ وليس بهذه البساطة تفكيك شِراكه، ولا تكفي الإجابة عليه بنعم أو لا، لأن السؤال الذي سيتبعهما حتما سيكون لماذا ؟..
وأضاف العامري : لنبدأ بنصف الكأس الفارغ ونقول نعم فقد أسهم الانفتاح الفضائي في تسريـع وتكريس الوعي المجتمعي مشيرا إلى أن الكثيرين عرفوا أنه كما عليهم واجبات فلهم حقوق أيضا ويؤكد أن مثل هذه الأسئلة أضعفت أو لنقول أعادت محاولة تعريف ماهية الوطن وما هو الانتماء الوطني، وهل يكفي أن نولد هنا فقط لنحمل هذا الانتماء، ولعل هذا الانفتاح كان سببا رئيسا في خروج بعض شبابنا إلى محارق القتال كما أحب تسميتها بحثا عن ايديولوجية، مؤملا أن تزيد المقدرات التي يقدمها الوطن لتغدو اللحمة أعمق، لافتا إلى أنه في المقابل كرس الانفتاح الفضائي الانتماء الوطني لدى البعض بصورة أكبر بعد أن شاهد القلاقل والفتن والصراعات و المذابح وأصبح أكثر يقينا وانتماء لهذا الوطن وهم الأكثرية على ما أعتقد.
الدبلوماسية والانتماء
الكاتب مانع اليامي يرى أنه أمام هذا السؤال الضخم كيف يمكن للجواب أن يكون مقنعا نافعا، وأضاف: إن المراوغة لا تجدي نفعا في مواجهة سؤال حار من هذه الفصيلة المشردة التي تشكل ناقلة أسئلة يمنع الاقتراب منها لدواعي السلامة. مشيرا إلى أن اليوم كل شيء يمكن التعامل معه بالدبلوماسية إلا الانتماء، ولعل الأقرب إلى الوضوح قول الوطنية ــ القاعدة الثابتة التي لا تقبل القسمة على أكثر من واحد ــ غير أن المستجدات على الساحة الثقافية أو الفكرية إذا ما أردنا ملامسة محور الارتكاز قد تلعب لعبتها وتشتت وتعبث وتلوي الأذرع ما استطاعت والعكس محتمل، وأضاف: لذا من الصعب الإجابة على السؤال بشكل يقبل نتيجة الصح والخطأ وتحديد شوكة الميزان، فالإعلام المنفتح ملعب مفتوح لأكثر من فريق بلا صافرة مقابل ذلك كل الأهداف رغم افتراض مجهوليتها أو إلغائها لتسللها مؤثرة وهذا ما لا تحسب له الغالبية أي حساب ليكون من المسلم به مقابل كل هذا أن تلعب المؤسسات الرسمية دورها لإحباط هذا السؤال الحر الذي يصعب التعامل معه بالمداراة. ويرى اليامي أن كسر قاعدة السؤال تكمن في إثبات العكس وإثبات العكس يحتاج شجاعة تلوي عنق التخمينات بالأدلة القاطعة كون الواقع يقول إن الإعلام المفتوح جبهة مضادة تحتاج إلى جبهة داخلية.
الانفتاح والحواجز
الإعلامي ناصر الدعجاني يرى أن الانفتاح الفضائي كسر الدائرة الضيقة التي كان الفرد يتلقى منها المعلومة معارفه الإدراكية، كما أن الانفتاح الفضائي وبالتحديد المرئي أزال الحواجز الكبيرة بين الشعوب وصهـر ثقافاتهم المختلفة في بوتقة واحدة وبالتالي تعددت مصادر التأثر والتأثير لدى المتلقي إلى الدرجة التي تكاد أن تكون ذابت فيها الهوية الوطنية أو تقلصت بفعل غزارة الطرح المعرفي والوجداني القادم من خلف الحدود، وأضاف: إذا كنا نعتمد في تعميق هويتنا الوطنية على منظومة الطرح المعرفي والثقافي الممنهج والصادر من وسائلنا المحلية فإننا نستطيع القول بأن التأثير حصل وأن الانتماء الوطني قد مسه الضر. مشيرا إلى أنه لو ألقينا نظرة على الهيكل اليومي للمتلقي لوجدته مرتبطا وجدانيا بخارج وطنه فهو يتابع المسلسل التركي والتمثيلية اللبنانية والفيلم المصري والبرامج الأخرى وتظل ماثلة هويات تلك المصادر في ذهنه على الدوام على حساب هويته بمفهومها العميق.
الكاتب الدكتور عبدالله الكعيد أشار إلى أنه في حالة معظم الشعوب لا يمكن طرح مثل هذا السؤال لأن انتماء أفرادها لأوطانهم لا يزعزعه حدث أو صدمة متغيرات مفاجئة مهما كانت قوة درجة زلزلتها ، ويلفت الكعيد إلى أنه يوجد من بني جلدتنا وبكل أسف من تبدلت قناعاتهم بفعل فاعل وتجاوز تبعا لذلك انتماؤهم خط حدود الوطن ليكون السؤال الذي يفترض تحويله إلى دراسة يقوم بها علماء الاجتماع لخطورة الموضوع.. من جهته يرى مدير إذاعة جدة سلامة الزيد أن الانفتاح الفضائي حسب تصوري لا يمكن أن يضعف الانتماء للوطن طالما كانت بذرته مغروسة في وجدان الناس، إنما لا شك أنه أسهم في توسيع مساحة التفكير والمقارنة والمقاربة وتنمية التحليل وتفعيل دور الأذهان لفهم أكثر نضجا وذلك ما يعزز حقيقة الانتماء وإن تسبب أحيانا في تشتيت أفكار متابعيه.
الجاسر: إعلامنا
واجهة حضارية مؤثرة
أكد نائب وزير الثقافة والإعلام، الدكتور عبدالله الجاسر أن الإعلام في المملكة حقق نقلة كبيرة، مواكبا التقنية الحديثة برسائل ذات محتوى متجدد، تلامس قضايا المجتمع، موضحا لـ«عكاظ» أن الإعلام السعودي بكل قنواته مسموعا، ومرئيا، ومقروءا، وإعلام التواصل الاجتماعي من مواقع، وصحف إلكترونية يجب أن يكون صوتا للحق وقولا للحقيقة والبعد عن المهاترات الإعلامية، ويقدر شرف الكلمة ويصونها، ويسعى إلى ترسيخ الإيمان بالله - عز وجل - في نفوس الناس، مرتقيا إلى فكر حضاري، ووجداني، ومسؤولية اجتماعية، تراعي المبادئ والقيم التي نادت بها السياسة الإعلامية في السعودية في أكثر من مادة، لافتا إلى أن الإعلام السعودي، ومنذ سنوات دخل مراحل التحديث والبث الفضائي لواقع ما يسمى (بمجتمع الإعلام) بكل تقنياته العالمية، وقدراته على تبادل المعلومات، وبثها ونشرها صوتا وصورة، محافظا على خصوصيات المجتمع في خضم منافسات إعلامية فضائية كبيرة، وسماء عربية مفتوحة، تغيب فيها معايير البث الفضائي وتشريعاته، مشيدا بإدراك القائمين على الإعلام السعودي مسموعا، ومرئيا، ومقروءا، من مخططين وتنفيذيين، للالتحاق المبكر بالمعطيات، والمفاهيم الحديثة لمجتمع الإعلام الكوني، وأضاف أن الإعلام السعودي ارتبط بشبكات من الأقمار الصناعية العربية والعالمية في ظل ما يحظى به من رعاية مستمرة من خادم الحرمين الشريفين، الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمين الأمير سلمان بن عبدالعزيز، وسمو ولي ولي العهد لكي يصبح الإعلام واجهتنا الحضارية.
وزير الإعلام الكويتي:
توحيد الخطاب العربي .. صعب
وزير الإعلام الكويتي سلمان صباح سالم الحمود الصباح دعا إلى تفصيل ميثاق إعلام عربي عصري يضع خريطة طريق تحكم أدبيات الإعلام الحر والهادف والصادق، مؤكدا على أهمية توجه الإعلام الخليجى إلى كشف خطر الإرهاب الذي يهدد أمن المنطقة، والتركيز على نشر مبادئ الفكر الإنساني المتسامح والعقلاني، مشيرا إلى أن أبرز التحديات التي تواجه صناعة الإعلام العربي يتمثل في مدى قدرته على مواكبة نظيره العالمي العصري والحر والمنفتح واللاهث وراء الحدث سواء كان سياسيا أو عسكريا أو اقتصاديا أو رياضيا أو فكريا أو فنيا، ملمحا إلى أنه من الصعوبة توحيد خطاب إعلامي عربي نظرا للظروف المعقدة التي تمر بها المنطقة العربية في ظل بعض التحالفات الإقليمية ومراعاة كل دولة لمصالحها التي ربما تتعارض مع مصالح دول عربية أخرى، ويرى الصباح أن معايشة الإنسان العربي لعصر الفضاء المفتوح وثورة المعلومات جعلته على وصل واتصال بالحدث الإنساني العالمي وبالتالي فإنه ما عاد يرضى بمستوى أدنى من ذلك وهذا بدوره وضع تحديا حقيقيا أمام صناعة الإعلام العربي عامة والخليجي الكويتي خاصة ما يوجب خلق حالة من التنمية الثقافية والإعلامية تستند إلى ضخ مزيد من الدعم المالي والإداري للمؤسسة الثقافية والإعلامية لرعاية وتشجيع أي أنشطة أو مؤتمرات تتصل بالفكر والثقافة والفنون، إضافة إلى مزيد من الرعاية والتشجيع للأنشطة الشبابية بوصفها الرهان الأهم.